محظورات الإحرام:
المحرم عليه أن يتجنب تسعة محظورات وهي: اجتناب قص الشعر، والأظافر، والطيب، ولبس المخيط، وتغطية الرأس، وقتل الصيد، والجماع، وعقد النكاح، ومباشرة النساء. كل هذه الأشياء يمنع منها المحرم حتى يتحلل، وهذه محظورات خاصة بعبادة الحج وهناك محظورات عامة في الحج وغيره، لكنها تتأكد حال الإحرام، كالغيبة والنميمة والكذب والغش والظلم وغير ذلك من المحظورات الشرعية. فمن عزم على الدخول في مؤتمر الحج العظيم وجب عليه أن يستعد له، إذاً يجب عليه قبل مجاوزة الميقات أن يحرم، وأن يتجنب هذه المحظورات التي ذكرنا الخاصة منها والعامة، وهذا يعني أنه يدخل منطقة الحرم في سلام، فلا يتعرض للصيد بأذى، ولا يتعرض لآدمي أيضاً بأذى، ولا يتعرض لشجر بقطع، إنه سلام كامل، حتى شعره وأظافره لا يقص شيئا منهما، فهذا فضلا عن كونها علامة على التقشف، إلا أنها تشير الى معنى السلام، إنه سلام حقيقي لاسلام مزيف.
يدخل المسلم هذا المؤتمر الذي هو الحج، يتعلم ويدرك من خلالها قيمة المسلم مهما كانت درجته الاجتماعية، فلا يتعدى على أحد ولا يظلم أحد ولا يبغى على أحد، يدرك المسلم من خلال هذا المؤتمر قيمته الحقيقية التي وضعه الله فيها، فضلا عن قيمته الإنسانية كإنسان، فيتبين له زيف تجهيل الإعلام العالمي، ويتبين له كذب منظمات حقوق الإنسان التي لا تعنى إلا بالإنسان الغربي، أما الإنسان المسلم فحوادث التاريخ وأحداث الزمان كشفت عن مدى جرم هذه الدول التي تسمى بالعظمى والكبرى، وإلا فكيف يفسر ما تفعله دولة ما تسمى بإسرائيل في لبنان هذه الأيام، غارات وقصف لمواقع سكنية ولأسر وأطفال، على مرأى ومسمع من العالم، أين السلام الذي تدعيه وتدعوا له دولة إسرائيل؟ قبل عدة أسابيع جمعت دول العالم أغلب في مؤتمر، وحضرت زعماء تلك الدول بسب قتل أفراد في عمليات فردية قامت بها منظمة حماس، واليوم هي تهجر مئات الأسر، وآلاف الأشخاص، ولا أحد يحرك ساكنا، هذا هو السلام الذي تريده إسرائيل، سلام من طرف واحد، ومع كل أسف يصل الذل بأمة الإسلام إلى هذا الحد، لكنه ينبغي أن يعلم بأن هذا هو جزاء بُعد الأمة عن شريعة ربها وبعدهم عن منهج الإسلام في كل شيء، فلا غرابة بعدها أن يسلط الله عليهم شرذمة يهود يسومونهم سوء العذاب.
ولهذا فلا يتصور أمان ولا وئام ولا سلام في ظل هذه المنظمات وتحت هذه الأنظمة، إن كل عاقل ومنصف يشهد فضلا عن المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله، يدرك بأن السلام الحقيقي، والتعاون على البر والتقوى لا ظل له في الواقع، إلا في الإسلام وفي تاريخ الإسلام، أما غير المسلمين من شتى الأمم ومختلف الديانات، فإن أقوالهم معسولة مسمومة، وأفعالهم في غاية الفحش والدناءة والفظاعة والبشاعة.
فما أحوج البشرية في هذا العصر، وهي تكتوي بلهيب الصراعات الدموية، والنزاعات الوحشية، ما أحوجها الى الدخول في الحج الى بيت الله الحرام، لتتخلص نفوس أبناءها من الأنانية والبغضاء والكراهية والشحناء، وترتقي الى أفق الإسلام، فتتعلم الحياة بسلام ووئام كما أراد الله لعباده المؤمنين.